يقول نيدو كوبين " تركيز كل طاقاتك على مجموعة محددة من الأهداف هو الشيء الذي يستطيع أكثر من أي شيء آخر أن يضيف قوة إلى حياتك " وتزداد هذه الثقة عندما يلوح لك بصيص الفوز و ترى نفسك وقد اقتربت يومًا بعد يوم من تحقيق أهدافك، وعندها لن يمنعك شيء من بلوغ آمالك، وستجد في نفسك القوة على مواجهة أي عقبة تحول بينك وبينها. إنك بتحديدك لأهدافك تربح ثروة لا تساويها مليارات الأرض كلها؛ لأنك تربح بذلك حياتك نفسها، وهي لا تقدر بثمن،
كما تقول جاكلين كيندي: ‘الثروة الوحيدة التي تستحق أن تجدها هي أن يكون لك هدف في الحياة ‘ ، أو كما يقول هاري كمب : ‘ليس الفقير هو من لا يملك مالاً، ولكن الفقير هو من لا يملك حلمًا ‘. إن عملية تحديد الأهداف من أهم العمليات التي تبنى عليها نجاح حياة الإنسان فبدونها يتيه الإنسان و يضيع وسط الاتجاهات الممكنة. يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها "أي أن كل شخص في هذه الحياة يسير ويمضى.. فهناك من يمضى إلى طريق واضح المعالم يفيد نفسه في هذه الدنيا والآخرة وهناك من يتخبط يمينا و يسارا و ليس في جعبته من أسهم الخير والرؤى المستقبلية الخيرة شيء.
كيفية تحديد الهدف:
أول خطوة لوضع الأهداف الشخصية هى أن تضع فى الاعتبار ما الذى تريد تحقيقه فى حياتك ؟ أو على الأقل خلال عشرة سنوات مقبله. بعد تحديد ماهيه الأهداف التى تريد تحقيقها ، يصبح لديك تصورا كاملا يشكل الجوانب الأخرى لاتخاذ قرار التنفيذ. لتعطى تغطية شاملة و متوازنة لكل نواحى حياتك الهامة ، عليك تحديد أهدافك كما يلي :
1 – توفير المعلومات اللازمة لتحقيق الهدف – الخارطة الذهنية والواقع الخارجي – مرشحات المعلومة اللغة -الخبرات السابقة – المعتـقـدات والـقـيم المعوقة – خداع ومحدودية الحواس .
2 – الإيمان بالهدف وقيمته وأهميته وأولويته على غيره وأنه يضيف للحياة جديداً والقناعة الجازمة بذلك وعلى قدر إيمانك بأهمية هدفك وضرورته لك ولهجك به يكون مقدار إبداعك ودأبك وسعيك وتجنيد جميع طاقاتك للوصول إليه .
3 – دراسة العواقب والآثار المترتبة على تحقق هذا الهدف بالنسبة لك وبالنسبة للآخرين والتأكد من صلاحيتها وإمكان تحملها .
4 – أن تتصور الهدف وقد تحقق تصوراً واضحاً إيجابياً بجميع حواسك وأن تتخيل نفسك وأنت تعيش مرحلة تحقق الهدف بكل تفاصيلها وتستمتع بذلك لأن ذلك يحفز طاقاتك ويوجه تفكيرك نحو الإبداع في كيفية الوصول للهدف .
5 – أن يكون الهدف ممكناً أي أن يكون واقعياً لا خيالياً وهمياً لأن الكثير من الناس يعيشون حياتهم في سماء الأوهام والخيالات كما أن آخرين يعيشون أسرى الواقع الحاضر لا يتجاوزونه فيكون مناسباً لك من المقدر لإنجازه وأن تمتلك أو تقدر على امتلاك ما تحتاجه من موارد لتحقيقه .
6 – أن يكون الهدف مجدياً إذ لا يكفي أن يكون ممكناً بل لابد أن يكون الهدف عند تحققه أعظم نفعاً وفائدة وأهم وأعلى قيمة من الثمن الذي يقدم للوصول إليه وهذا يستدعي معرفة مقدار الثمن من الوقت والمال والجهد والعلاقات وغير ذلك وهل أنت مستعد وقادر على دفعه وما هو الوقت المناسب لتقديم أجزاء ذلك الثمن .
7 – أن يكون الهدف مشروعاً .
8 – أن تعلم أنك المسؤول الأول عن تحقيق هدفك وأن جهود الآخرين في سبيل ذلك لا تتجاوز المساعدة التي لابد من تحديدها ومعرفتها والتأكد من إمكانية حصولها والسعي لتوفيرها .
9 – أن تحدد في خطتك موعداً زمنياً للوصول لهدفك وأن تصوغه بطريقة تمكنك من قياس قربك من تحقق الهدف وكم نسبة ما أنجز منه في أي مرحلة من مراحل سيرك إلى الهدف .
10 – أن تتعرف بالتفصيل على العوائق التي تتوقع أن تعترض طريقك وكيف يمكن تجاوزها سواء كانت مادية أو بشرية فردية أو إجتماعية ( مقاومة التغيير – خسائر الآخرين ) .
11 – استشارة الخبراء والإكثار من طرح الأسئلة عليهم لتوظيف خبراتهم والاستفادة منها .
12 – تجزئة الهدف الكبير لأهداف أصغر كلما حققت واحداً منها كلما اقتربت أكثر من إنجاز الهدف الأكبر في صورته النهائية .
13 – ألا تطلع على هدفك من لا حاجة لمعرفته به ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ) .
خواص الأهداف المناسبة :
1- في حدود قدراتك و مهاراتك: يجب أن تعرف مواطن القوة و الضعف في شخصيتك حتى تتمكن من وضع أهداف واقعية قابلة للتنفيذ.
2- واقعية : كتابة مقال في اليوم شيء واقعي ، كتابة خمسة مقالات شيء غير واقعي ، كتابة عشرة مقالات في اليوم شيء مستحيل إلا من استطاع له ذلك. إختر الهدف الواقعي.
3- يمكن تحقيقها : من المهم وضع أهداف يمكن تحقيقها بنفسك وبالطريق الصحيح. لا تعتمد على الآخرين في تحديد الأهداف أو في تحقيقها فهم لا يعرفون مدى قدراتك التي تساعد على تحقيق هذه الأهداف. كما لا يجب عليك أن تكون أهدافك عالية جدا حتى لا تتعرض لعقبات صعبة لن يمكنك تخطيها بما تمتلكه من قدرات و مهارات بل توقعك في المشاكل.
4- مرنة : أحيانا قد لا تسير الأمور كما تتمنى أو في الطريق الذي كنت تتوقعه. لا تتجمد في مكانك. عدل هدفك واجعله قابلا لإعادة التشكيل. ضع التغيرات اللازمة لتستطيع تحقيقه حتى تصل إلى ما تتمناه.
5- قابل للقياس : من المهم أن تستطيع قياس مدى تقدمك نحو الهدف. من المهم أن تعرف الفترة الزمنية التي أخذتها في الإنجاز. الفشل في قياس مدى تقدمك و ما حققته من نجاح ومتى يجب أن تتوقف ، ينتج مجهود ضائع و أخطاء أنت لست في حاجة إليها.
6- تحت سيطرتك : أنت الوحيد الذي يمكنه التحكم في سير الأمور لتحقيق الهدف و في ما يجب عمله و في أي وقت. لا تعتمد على أحد غيرك أنت فقط الذي يعرف قدراته و مهاراته للإنجاز.
مما سبق يتضح لنا أن وجود هدف أو أهداف في حياتنا، هو الذي يجعلنا نعرف على وجه التقريب ما العمل الذي سنعمله غدًا، كما أنه يساعد على أن نتحسس باستمرار الظروف والأوضاع المحيطة؛ مما يجعلنا في حالة دائمة من اليقظة، وفي حالة من الاقتدار على التكيف المطلوب. وكما أسلفنا أن الهدف هو المحصلة المرادة في نهاية أمر ما ، ومحصلة أي أمر تحدث سواء كان الشخص القائم بالأمر أو الذي وقع عليه الأمر مخطط له بوضع أهداف أم لا والفارق بين الأثنين والذي نود الإشارة إليه أن الذي لا يخطط يحدث له الأمر قدرا بلا تدخل منه أم المخطط فرؤيته الواضحة وهدفه المحدد يجعلانه يضع خطة زمنية لكل مرحلة من مراحل تحقيق الهدف مما يجله يوفر في وقته.