الصيام دواء

الصياميعتقد كثير من الناس ان للصيام تأثيرا سلبيا على صحتهم، وينظرون إلى اجسامهم كأنهم ينظرون إلى آلة صماء، لا تعمل إلا بالوقود، وقد اعتادوا على ان تناول ثلاث وجبات يوميا أمر ضروي لحفظ حياتهم، وأن ترك وجبة طعام واحدة سيكون لها من الأضرار والأخطار الشيء الكثير كنتيجة طبيعية للجهل العلمي بطبيعة الصيام الإسلامي وفوائده المحققة فمن رحمة الله بعباده أن جعل لهم من كل داء دواءً. وفي الصيام وقاية كما فيه علاج لكثير من الأدواء ، مما يقر به أهل الاختصاص في الطب من المسلمين وغير المسلمين. ويتضح ذلك بما يلي:

– الصيام حمية إسلامية:

هل ينقص وزنك في رمضان أم يزيد؟

أكثر الدراسات تشير إلى أن الوزن ينقص خلال صيام شهر رمضان من   100جرام إلى 3.2 كجم (متوسط 2 كجم) ، ولكن للحصول على فوائد الصيام لا بد من اعتماد نظام غذائي صحي متوازن في الليل.

ماذا عن مستوى الدهون؟

صيام رمضان يزيد مستوى الكولسترول الحميد بالدم

أظهرت نتائج دراسة أعدها باحثون من المعهد الوطني للتغذية في تونس زيادة مستويات الكولسترول الحميد HDL عند الصائمين الأصحاء في شهر رمضان الكريم بنسبة وصلت إلى 20% وهي من العوامل التي تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، إلا أن هذا الأمر تراجع بعد انتهاء شهر الصيام، حيث تم إخضاع المشاركين لفحوص طبية على ثلاث مراحل، الأولى كانت قبل بدء شهر رمضان بثلاثة أسابيع، والثانية تمت في الأسبوع الرابع من شهر الصيام، أما المرحلة الأخيرة فكانت بعد انقضاء شهر رمضان بثلاثة أسابيع. وتضمنت الفحوص إجراء تقييم لعدد من العوامل البيولوجية في الدم مثل سكر الجلوكوز، الدهون الثلاثية، مستوى الكولسترول الكلي، الكولسترول الحميد أو الجيد HDL، والكولسترول السيئ أو ما يعرف بكولسترول البروتين الدهني المنخفض LDL . كما تم تحديد قيمة الوزن عند كل مشارك خلال مراحل الاختبار.

وبحسب نتائج الدراسة، فعلى الرغم من زيادة كمية السعرات الحرارية التي تناولها الفرد خلال شهر رمضان، إلا أنه لم يُلاحظ تغير في أوزان المشاركين أو مستويات جلوكوز الدم عندهم.

وطبقاً لما أشار إليه الباحثون فقد ازدادت كميات الدهون غير المشبعة التي تناولها الفرد من المشاركين خلال شهر رمضان، والتي يمكن الحصول عليها من الدهون النباتية والحبوب والأسماك، وهي ذات تأثيرات إيجابية على صحة الإنسان.

والجدير بالذكر هنا أن نوم النهار يقلل من فائدة الحمية الناتجة عن الصيام.

– راحة الجسم أثناء الصيام:

يتمتع الجسم براحة لا مثيل لها نتيجة الصيام ، فيرتاح من العمليات المعقدة المشتملة على معالجة وامتصاص الطعام ، إضافة إلى الراحة الناتجة عن التخلص من الدهون المعيقة لانسياب الدم في الأوعية الدموية.

ومن معالم راحة الجسم في شهر رمضان أن بعض الأجهزة يقل نشاطها والبعض يزداد.

الجهاز الهضمي: يقل نشاط الجهاز الهضمي بسبب الصيام ، حيث تقل إفرازات المواد الحامضة ، وتقل حركة المعدة والأمعاء ، وبهذا يرتاح الجهاز الهضمي. ويساعد ذلك على تقليل نسبة احتمال حدوث سرطانات الأمعاء ، والوقاية من كثير من مشاكل واضطرابات الجهاز الهضمي.

القلب و التنفس: في آخر ساعات الصوم يقل نشاط القلب والجهاز التنفسي بشكل خفيف.

الكبد: الصيام يخفف تدفق الغذاء إلى الكبد؛ وبالتالي يقل عدد التفاعلات الكيميائية التي يجب إجراؤها في الكبد ، كما  تقل عملية تصفية السموم ، فينخفض العبء الواقع على الكبد ويرتاح.

الكلى: يزيد نشاطها لتزيد من تركيز البول ، فتقلل كمية الماء الخارج مع البول ، لتوفير حاجة الجسم من الماء أثناء الصيام.

– الصيام والصحة النفسية:

ليس الجسد وحده هو المستفيد من آثار الصيام إنما الصحة النفسية أيضاً تتحسن وتتعزز نتيجة الصيام ، وتجدر الإشارة هنا إلى تعريف الصحة الذي تعتمده منظمة الصحة العالمية حالياً ، حيث تعرف الصحة كما يلي:"الصحة لا تعني غياب المرض ولكنها حالة من التكامل الجسدي والنفسي والاجتماعي و الروحي". والملاحظ اشتمال التعريف على البعد الروحي الذي لم يكن موجوداً في التعريف القديم. وتزيد الصحة النفسية للصائمين عن طريق الآتي:

1. تنشيط القوة الروحية: في رمضان يجد المسلم من الفرص المواتية لتنشيط الروح أكثر من غير رمضان ، خصوصاً مع أعمال الخير والطاعة المتنوعة.

2. الروحانية و الخشوع: المستفادة من العبادات المتوالية المتنوعة بين الصلاة والصيام والقرآن والصدقات وغيرها ، والتي تستمر مع الصائم إلى فترة تتجاوز حدود مدة الصيام.

3. الاسترخاء و التأمل: وهي من الأمور التي تعزز الصحة النفسية ، كما يوصي بذلك مستشارو الصحة النفسية ، ويسهل الاسترخاء والتأمل بالنسبة للصائم في رمضان نتيجة تفرغه من بعض الأشياء التي تشوش عليه وتشغله في غير رمضان.

4. القدرة على ضبط الذات: حيث يتدرب الصائم بواسطة الصيام على ضبط نفسه عن الرغبات التي تضرها.

5. التواصل الاجتماعي: بالتعاون على الخير من تفطير الصائمين والصدقة وزكاة الفطر إلى غير ذلك.

– الصيام والسموم:

الصيام يطلق السموم من الدهون المختزنة ، وتُـزال سمّيتها ويتم التخلص منها مع مخلفات الجسم.

– الصيام وتجديد الخلايا:

الخلايا المريضة والهرمة و التالفة لا تتحمل الصيام فتموت ، وتعطي بذلك فرصة لتجديد الخلايا ونمو خلايا جديدة صحيحة مما يقلل نسبة الإصابة بالسرطان.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s