رمضان والتدخين.. مشكلة تبحث عن حل لكن الحل لن يأتي من خارج المدخن.. الحل يكمن في الارادة التي جاء الصيام
ليقويها ولكن البعض يفهم الصوم خطأ فهو يمتنع عن الطعام والشراب في النهار ولكن ما أن ينطلق مدفع الافطار حتى يرتمي في احضان السجائر بشراهة غير معهودة عنده قبل رمضان.
ويؤكد العلماء أن كثيراً من الناس يبطلون صيامهم في شهر رمضان لأنهم لا يستطيعون أن يستغنوا عن السيجارة طوال ساعات الصيام، وأفضل منهم حالاًً البعض الذين عندما يحين وقت الإفطار يقومون بإشعال السيجارة أولا، ويفطرون عليها وهم يقولون: "ذهب الظمأ وابتلت العروق" فكيف يتفق هذان الأمران؟
وإن تعجب فعجب لأولئك الذين يصومون طوال النهار عن الحلال، ثم تراهم يفطرون على السجائر فور حلول وقت الإفطار، وفي هذا الصدد يقول الشيخ عبدالله الفقيه رئيس قسم الفتوى بالشبكة الإسلامية: إننا لا يجب أبداً أن نطلق على الصائم الذي أفطر على سيجارة وقت الإفطار أن صيامه باطل، ولكنها في حد ذاتها معصية كبيرة، لأننا نعلم أن هذا الشهر الكريم هو شهر الطاعات والتقرب إلى الله تعالى والبعد عن جميع المعاصي التي كنا نفعلها، لذلك فما الفائدة للصائم الذي صام طوال النهار وجاء عند وقت الإفطار وأفطر على معصية، فهذا في غاية الخطورة لسببين هامين جداً، هما أن السجائر في الأصل معصية سواء في رمضان أو غيره فلا يجب أن نأتي في هذا الشهر الكريم الفاضل ونقول هذا غير مستحب، أو هذا حرام فكل شيء واضح من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، السبب الثاني: أننا كما نعلم جميعاً أن للصائم فرحتين فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه، فلماذا نضيع من أيدينا فرحة منحها الله للإنسان بدون شعور.
أشد المحرمات
وأضاف فضيلته: إذا كانت هناك أسئلة في ذلك على تحريم ذلك أو لا، فبالطبع إفطار الصائم على معصية هو من أشد المحرمات، ولكننا من هذا المنطلق أيضاً لا نصد الناس عن الصيام حيث يقال فيه لطالب الخير أقبل، فالصوم في نفسه صحيح والفعل معصية في ذاته، كما أكد فضيلته أن هناك بعض الإيجابيات التي يجب أن يستغلها الصائم في رمضان وهي الصبر عن شهوة الطعام وشهوة الغريزة هذا الى جانب أن الصوم يشعرنا بالمسؤولية وأن هناك عطشى لا يجدون حتى الماء الصالح للشرب لذلك على المسلم أن يصبر ويتذكر أن الله أنعم عليه بنعمة كبيرة جداً ويتذكر أن هذا كله لطاعة الله عز وجل وله أجره عند الله.
محظورات
وتابع: أما بالنسبة للسلبيات التي يجب أن يبتعد عنها خلال هذا الشهر الكريم فهي البعد عن الكلام الذميم والنميمة والغيبة والكذب والظلم وكل المعاصي التي حرمها الله عز وجل، وبما اننا في هذا الشهر الكريم فأحب أن أقول ان الإفراط في الطعام على الموائد التي تقيمها العائلات هذا في حد ذاته يعد إسرافاً شديداً كما قال الله عز وجل "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" كما قال "ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا". لذلك يجب علينا أن نعتدل في اعداد الموائد العائلية، فهناك أناس كثيرون بحاجة إلى هذا الطعام.
الإقلاع عن التدخين
بدوره، أكد الدكتور خالد مجدي "طبيب بمستشفى الشرطة" أن التدخين بعد الإفطار مباشرة من أكبر الأخطاء الصحية التي يقترفها الصائمون لكونها خطرة عن أي يوم آخر لأن الدم يكون في هذا الوقت واصلا للمعدة فبالتالي تأثيرها على الإنسان يكون أضعافاً مضاعفة بمعنى أنه كأنه قام بشرب عشر سجائر في وقت واحد بدلاً من سيجارة واحدة.
ويشير إلى أنه إذا كان بوسع الإنسان الامتناع عن التدخين نحو 12 ساعة في النهار، إذن هو قادر على الامتناع عنه باقي النهار، وزاد أن الأخطر من كل ذلك أن البعض يقبل على التدخين بشراهة غير عادية بعد الإفطار أو حتى قبل أن يستقر الطعام في معدته فيهاجم الدخان بقوة الرئتين والقلب والدم وسائر أعضاء الجسم الداخلية دون سابق إنذار، لذلك على الأقل إن لم يستطع أن يقلع عن التدخين فيجب أن يأخذ السيجارة على الأقل بعد ساعة من الإفطار.
تدمير الصحة
وتابع: ومن الجانب الآخر أنه يقوم بإيذاء جهازه الهضمي لما له من تأثير كبير عليه، كما أنه يعطي رسالة لجهازه الهضمي أنه اكتفى بهذا القدر وهذا هو فقدان الشهية الذي يحدث له، كما قال إنه لا يخفى على عاقل ما للتدخين من آثار سيئة في مختلف أعضاء الجسم وفي مقدمة ذلك القلب والرئتان، كما أنه ثبت علميا وبما لا يقبل الشك أن التدخين عامل رئيسي وراء الإصابة بجلطات الشرايين التاجية الحادة وسرطان الرئة وغيرهما من الأمراض الخطرة، التي قد تودي بحياة الإنسان. لذلك فإن الصيام يمثل فرصة ذهبية للتخلص من هذه العادة السيئة.
رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين
ويقول الدكتور محمد رمضان استشاري طب الاسرة بأحد المراكز الطبية ان كثيرا من المدخنين يرون أن تركهم للدخان من الأمور الصعبة فهم قد أصبحوا مدمنين عليه ولا يمكن تركه، وهذا الاعتقاد خاطئ تماما ولو كان صحيحا لكنا رأينا الصائمين من المدخنين في نهار رمضان مثل المجانين يهلوسون ويصرخون أو لما استطاعوا أن يمارسوا حياتهم اليومية الاعتيادية، ولكن هذا لا يحصل أبدا رغم ان فترة الصيام تمتد لأكثر من عشر ساعات، فهذا دليل على أن الإنسان يستطيع بإذن الله ترك هذه الآفة الخبيثة فالرغبة والقناعة وقوة الإرادة هي أهم مكونات علاج مدمن التدخين.
تقوى عفيفي