الإنترنت هو مكان أكثر من ممتاز لتبادل الرأي والمعرفة والمعلومات عموما. الإنترنت مليء بأناس لديهم رغبة تامة في مساعدتك في حل المشاكل وإعطاءك المشورة ويمدونك بالمعرفة. ولكن الإنترنت من ناحية أخرى مكان يسهل فيه التعرض للإزعاجات المختلفة وفقدان الأعصاب لدى كثير من الناس.
إن أي سلوك سيئ على الإنترنت يمكن أن ينعكس سلبا على مسببه. ويمكن لك تجنب المشاكل باتباع بعض التعليمات والتي هي في الأساس لا تزيد عن كونها الطرق الحسنة والأخلاق والسلوك المتعارف عليها في التعامل. بعض هذه القواعد عبارة عن أمور بسيطة أساسية يعرفها ويتعامل بها أغلب الناس ولكن يمكن أن ينتج عن عدم استخدامها مشاكل كبيرة للآخرين, ويمكن لسوء الاستخدام أن يخلق إهانات غير مقبولة للبعض الآخر. ما يأتي عبارة عن بعض أسس هذا الإتيكيت:
أولا: أن يكون الفرد مؤدبا:
سواء كان ذلك في مجال إرسال رسالة إلى منتدى، أو رسالة بريد إلكتروني عادي، أو اشتراك في مناقشة، أو كتابة نص لموقعك. في هذه الحالة لا تكن متعاليا بأسلوبك مع القراء أو أن تهينهم.
إن أكبر المشاكل التي يواجهها كثير من الناس مع الإنترنت هي أنهم ينسون أو لا يعيرون انتباها لما للكلمة المكتوبة من تأثيرات على القراء تختلف عن الكلمة المسموعة. فعندما تقول شيئا فإن الناس يسمعون نبرة الحديث وعلى أساسها يمكنهم أن يقيموا ويفسروا أو يستفسروا عما تعنيه وذلك للتأكد من أنهم لم يسيئوا فهم المقصود بما قلت. وعندما يرونك يمكنهم أن يأخذوا بعض المؤشرات لما تعني بكلماتك من رؤيتهم لتعبيرات وجهك وحركات جسمك وما إذا كنت تعني المداعبة أو ما إذا كنت تحاول التغطية على ما كانت تبدو كلمات مسيئة. هذا الأمر مفقود بالنسبة للنص. كما أن فورية وسرعة البريد الإلكتروني على الخصوص يمكن أن تخلق كثير من الأخطاء مثل ردود الفعل المكتوبة المقتضبة والمهينة والجارحة. وهذا هو سبب أن بعض الناس يستعملون تعبيرات الرسوم الإلكترونية emoticons في بريدهم الإلكتروني.
ثانيا: أن تكون عالميا:
أنت تتعامل مع مستعملي الإنترنت في كل أنحاء العالم. وهؤلاء لديهم برامج تصفح مختلفة وغير موحدة، كما لديهم أساليب خدمات إلكترونية مختلفة، وبرامج بريد إلكتروني مختلفة، كما لديهم برامج وأساليب عمل وتفكير شخصي مختلف وهكذا…. ولذا وعلى سبيل المثال لا ترفق مع البريد الإلكتروني ملفا دون أن يكون محفوظا بتكوين موحد عالمي مثل MIME أو ASCII.
لا ترسل بريدا إلكترونيا تم وضع تكوين لنصه text formatting مثل أن تكون الأحرف سميكة أو مائلة أو ما أشبه ذلك ، السبب في ذلك هو أن كثيراً من برامج تصفح البريد ليست قادرة على قراءة ذلك التكوين وبالتالي فإن من يستقبل البريد سيصله بريدك مليء برموز غير مفهومة.
ثالثا: كن مختصرا بقدر الإمكان:
وما عدا بعض الحالات الخاصة التي تتطلب تراسلا مطولا مع البعض أو أن يتطلب الأمر تبادل معلومات معينة لها أسبابها، فيجب عليك أن لا تطيل الرسالة الإلكترونية وخاصة إذا أردت الإعلام عن سلعة أو خدمة أو فكرة. من القواعد الذهبية في هذا الأمر هو أن تقوم بحذف المعلومات غير الهامة أو المكررة. عليك أن تقول ما تحتاج قوله ودع الناس يتصلون بك إذا رغبوا في مزيد من المعلومات، أو قد تضمن رسالتك عنوان موقعك لمعرفة التفاصيل. إن الرسائل الإلكترونية الطويلة لا يميل أحد لقراءتها وبالتالي فإن مجهودك سيذهب سدى.
رابعا: احترم خصوصيات الغير:
إذا أرسل أحدهم إليك رسالة إلكترونية تتعلق بموضوع معين، فلا تقم بوضعه على لائحة العناوين الضخمة لديك بدون إذن منه. لا تقم أبدا ببيع أو إعطاء عنوانه لأحد آخر كي يقوم باستعماله في مجال الدعاية والإعلان. كذلك إذا كنت في مكتبك مع موظفين آخرين فلا تقرأ رسائلهم بدون أن يأذنوا لك بذلك.
خامسا: لا تسء للغير:
الإساءة والتصرفات السيئة والشتائم المثيرة باستخدام البريد الإلكتروني تدل على الأخلاق السيئة وقلة الأدب. لا تقم بهذا العمل ولا تسئ للغير مهما كانت الظروف. وإذا أساء إليك أحد فلا ترد. إن العملية هنا تشبه الجدال مع سكير، لن تكسب أبدا. إذا وصلت رسالة مسيئة فعليك أحد أمرين، إما أن تمسحها تماما من الكمبيوتر أو أن ترد على ما فيها من نقاط أخرى وتتجاهل النقاط المسيئة تماما وكأنها لم تكن. أما بالنسبة لغرف المحادثة ومجموعات النقاش فإذا أسيء إليك فعليك إعلام الإدارة المسئولة عنها.
سادسا: قم بالتعريف عن نفسك:
لا ترسل أبدا أي رسالة بريدية دون أن تتضمن اسمك وكيفية الاتصال بك في نهاية الرسالة. كذلك لا ترسل رسائل مجموعات النقاش دون التعريف باسمك