الدكتور محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
لكلّ شيء وظيفتان؛ وظيفة تعريفية و وظيفة تكريمية :
أيها الأخوة الأكارم ؛ بادئ ذي بدء : هل تعلم أيها الإنسان من أنت ؟ أنت المخلوق الأول عند الله ، لقوله تعالى :
﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ﴾
[سورة الأحزاب: 72 ]
ولأنك قبلت حمل الأمانة سخر الله لك ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه تسخير تعريفٍ ، وتسخير تكريم ، والدليل : أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى الهلال فقال:
((هلالُ خَيْرٍ ورُشْدٍ))
[الطبراني عن أنس بن مالك]
بيّن النبي من خلال هذا الحديث القصير أن كل شيء خلقه الله له وظيفتان ، وظيفة تعريفية ، ووظيفة تكريمية .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((هلالُ خَيْرٍ – ننتفع به – ورُشْدٍ – يرشدنا إلى الله -))
[الطبراني عن أنس بن مالك]
تسخير الكون للإنسان تسخير تعريف و تكريم :
الكون إذاً مسخر للإنسان بعد أن قبل حمل الأمانة تسخيرين ، تسخير تعريف وتسخير تكريم ، تسخير التعريف يقتضي أن نؤمن ، وتسخير التكريم يقتضي أن نذكر، فالإنسان إذا آمن وشكر حقق الهدف من وجوده ،
وحينما يحقق الهدف من وجوده تتوقف جميع المعالجات الإلهية ، قال تعالى : ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ﴾
[سورة النساء: 147]
الإنسان إذا آمن بالله واحداً وموجوداً ، وواحداً وكاملاً ، وآمن بأسمائه الحسنى، وصفاته الفضلى ، وخضع لمنهجه ، فقد حقق الهدف من وجوده ، ذلك أن على وجه الأرض الآن سبعة مليارات ما منهم واحد إلا وهو حريصٌ على سلامة وجوده ، وعلى كمال وجوده، وعلى استمرار وجوده ، سلامة وجوده بخضوعه لتعليمات الصانع ، لأن الجهة الصانعة هي الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماتها ، فسلامة وجوده بخضوعه لتعليمات خالقه ، وكمال وجوده في التقرب إليه ، كل ما في الأرض من جمال مسحة من جمال الله ، فالإنسان إذا عرف الله واتصل به ، اتصل بأصل الجمال في الكون ، فلذلك ينبغي أن يقول المؤمن : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني ، الإنسان مخلوق للسعادة ، قال تعالى :
﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾
[سورة هود: 119]
خلقهم ليسعدهم .
جزاك الله خيرا على هذا المقال ولكن ﻻحظت انك تكتب قال تعالى وبعدها كﻻم ثم تضع اﻻية حبذا لو انكم تصلحون ذلك الخطا المطبعي وشكرا
شكرا لهذا التنويه.
تم الاصلاح