دروس من قصة تأسيس تويتر –ج1

لعل أكثر سؤال يطرحه الحالمون بتأسيس شركتهم أو تنفيذ فكرتهم، هو هل سيكون له فائدة أو مستخدمون، أو هل ستنجح الفكرة ماديا وتجعلني مليونير؟ من فضل الله على الناس أن الثلاثي المؤسس لموقع التدوين القصير تويتر لم يقفوا طويلا عند هذا السؤال ولم يتركوه يحرمنا من خدمة مثل موقع التغريد تويتر. قد تكون قصة تويتر دليلا على أن للقدر نفحات، أو أنها مجرد صدفة أو ضربة حظ، مهما كان، ففي القصة الكثير من الدروس. البداية من عند ثلاثة من الشباب…

جاء ميلاد إيفان ويليامز Evan Williams في مارس 1972 بولاية نبراسكا الأمريكية، وجاءت نشأته في مزرعة بعيدة عن مظاهر التقنية والحوسبة، وحين دخل جامعة نبراسكا، فلم يمكث فيها سوى العام ونصف، ليخرج باحثا عن عمل، وكانت بدايته مع التسويق وشركات التقنية في ولاية تكساس، ثم انتهى به المطاف في كاليفورنيا، مع شركة أوريلي للنشر، ثم بدأ يتحول للبرمجة وكتابة الأكواد، وكان من ضمن من برمج لهم شركات مثل انتل و اتش بي. ثم كان أن قابل ميج هوريان، ومعا أسسا شركة أسماها بايرا لابز Pyra Labs بغرض تصميم برامج إدارة المشاريع، تلك الشركة التهمتها جوجل بالشراء، خاصة وأن من ضمن ما أطلقته خدمة بلوجر أو Blogger أو التدوين المجاني. (الطريف أن ميج لم تعد مهتمة بالتقنية مثل السابق!)

نترك هذا الشاب وننتقل إلى جاك دورسي Jack Dorsey، المولود في نوفمبر 1976 في ولاية سانت لويس، والذي اشتهر منذ نعومة أظافره بحبه للبرمجة، إذ كتب برنامجا مجانيا لتنظيم عمل شركات سيارات الأجرة، وبعدما أنهى دراسته الجامعية شرع في تأسيس شركة برمجة لاستكمال العمل على برنامجه وتحويله للعمل عبر انترنت، وكان تطبيقه هذا هو الذي أوحى إليه بعمل تطبيق مماثل للتواصل الفوري.

وأما أشهرهم، كريستوفر ’بيز’ ستون أو Biz Stone فجاء ميلاده في مارس 1974 في بوسطن الأمريكية، والتحق بالجامعة لدراسة اللغة الانجليزية، ثم حاول دراسة الفنون المسرحية، على أنه لم يستمر في ذلك طويلا، ثم كان أن عمل في مخرن لشركة نشر كتب، وبينما هو في هذه الوظيفة، صمم سرا غلاف كتاب، ثم ضمه إلى مجموعة من التصميمات المقترحة لتقديمها للعميل ليختار منها، دون أن يعرف أيا من العملين بفعله هذا. ثم كان أن اختار العميل تصميم الغلاف الذي صممه ستون، الأمر الذي جعله ينضم لفريق المصممين في هذه الشركة، ومن انشغاله ترك الدراسة الجامعية.

في عام 1999، اقترح صديق لستون تأسيس موقع لشيء قريب من التدوين، أسمياهXanga.com والذي حصل بسرعة على نصيب طاغ من الشهرة، لكن بعد مرور عام على هذا الموقع، لم يعد ستون يشعر بالحماسة للعمل في هذه الشركة، ولم يكن راضيا عن الاتجاه التي تسير فيه، حتى أنه رحل ليعمل في مجال التليفزيون، ثم ألف كتابا عن التدوين، ثم عاد إلى بوسطن للعمل في الجامعة.

وأما كيف اجتمع هؤلاء الثلاثة ليقدموا لنا تويتر كما نعرفه، فهذا موضوعنا بعد الفاصل!

 

المصدر

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s